About the Journal

الجمعية الأردنية للعلوم التربوية

المؤتمر العلمي الدولي السنوي: رؤى وأفكار لقضايا ساخنة في التعليم)

(مؤتمر علمي محكم، رقم التصنيف الدولي:ISSN: 2617-5142 )

فكرة المؤتمر:

دأبت الجمعية الأردنية للعلوم التربوية على عقد مؤتمرها العلمي الدولي السنوي، لمناقشة أهم القضايا الساخنة التي تواجه التعليم بمستوييه: العام والعالي، بغية تقديم مجموعة من الرؤى والأفكار، لعلها تسهم في تطوير التعليم وتحسين مخرجاته. ولمَا كانت السياسة المتبعة في هذه المؤتمرات تقوم على التركيز على قضية تربوية واحدة بعينها من جهة أخرى، فقد أرتأينا في هذا المؤتمر الثامن (مؤتمر علمي محكم، رقم التصنيف الدولي:ISSN: 2617-5142 )، مناقشة إحدى أهم قضايا التعليم العربي، وهي: (تحديات الواقع وآفاق المستقبل).

          ولم يعد سرًا أن معظم  الأنظمة التربوية في معظم دول العالم باستثناء دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD تواجه أزمة تربوية حادة، ذات بعدين: كمي وكيفي. أما البعد الكمي فيعني أن المدارس، وهي مؤسسات التعليم النظامية الرسمية، باتت عاجزة عن استيعاب الأعداد الهائلة والمتدفقة من الطلبة لأسباب من أهمها التفجر السكاني، وتزايد الطلب الاجتماعي على التعليم، وضعف الموارد المالية والبشرية عند بعض الدول. وقد انعكست هذه الأزمة التربوية في الكم على الكيف أو ما يعرف بنوعية التعليم؛ إذ إن هناك اتجاهاً متزايداً نحو التحصيل الأقل جودة وقبول مستويات متدنية من أداء الطلاب وإجازتها.

   على أن الأمر اللافت للانتباه أن أزمة التعليم المدرسي، أو تدني نوعية هذا التعليم، لم تكن خاصة بمدارس البلدان النامية وحدها، بل هي أزمة المدرسة في شتى بقاع المعمورة. فهذه الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، الدولة التي تعد واحدة من أكبر القوى على وجه الأر"text-align: justify;"ض، والتي يوجد فيها أكبر عدد من كليات التربية في العالم، مثلما تعد المسرح الرئيسي في العصر الحاضر للدراسات والبحوث التربوية، تكشف النقاب عن قصور أنظمتها التربوية، وتعترف بفشل المدرسة الأمريكية في تحقيق الأهداف التربوية التي رسمت لها. وقد كان هذا الاعتراف من خلال مجموعة من الدراسات والتقارير التربوية التي من أشهرها "أمةٌ في خطر A Nation at Risk"، وقد خلصت هذه التقارير وغيرها إلى أن معظم المدارس الأمريكية تعيش في مأزق تربوي؛ إذ تنقصها النزعة الإنسانية  لما فيها من قوة وصرامة وملل، ويمكن تصنيفها على أنها مؤسسات تقوم على مبدأ إخضاع الطلبة وحقوقهم إخضاعاً كاملاً لمصلحة المدرسة. وبالتالي فهي عديمة الصلة بكل من حاجات طلبتها وحاجات مجتمعات هؤلاء الطلبة. وإذا كان هذا واقع حال المدرسة في الولايات المتحدة الأمريكية فإن معظم دول العالم الأخرى ليست بأحسن من ذلك. إذ يشير الخبير التربوي الدولي الأمريكي، الذي كان المدير المؤسس لمعهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي في باريس، فيليب كومبز Philip Coombs إلى أن معظم الأنظمة التربوية في العالم تعاني من تردّي نوعية التعليم فيها، وبالتالي فإن خريجي مدارسها لا يكونون مؤهلين ومزودين بالمهارات التي خطط لهم أن يمتلكوها في نهاية المرحلة الثانوية.

     ولما كانت الأنظمة التربوية بشكل عام والمدرسة بشكل خاص على هذه الدرجة من الترهل والضعف، فإن الحاجة تصبح ماسة إلى البحث عن وسائل إصلاح المدرسة وتحسين التعليم فيها ورفع كفايتها الداخلية والخارجية. ومن هنا انهالت البحوث والدراسات التربوية في هذا الصدد، والتي عرفت منذ سبعينيات القرن العشرين ببحوث الفاعلية المدرسيّة.

     على أن عملية تطوير التعليم أو الإصلاح المدرسي في أي مجتمع من المجتمعات قد لا تكون ممكنة دون الاستفادة من تجارب الآخرين؛ إذ لا يمكن لأية أمة من الأمم أن تغلق نوافذها تجاه الأمم الأخرى وتدعي أنها قادرة على التطوير بمعزل عن العالم معتمدة على نفسها فقط. وعلى الرغم من إيماننا بأن التربية نبت لا يصلح إلا في بيئته، ولا ينمو إلا من ريّ أهله، ولا قيمة له إذا فقد جذوره الأصلية، ولكن ذلك لا يمنع أي مجتمع، أينما كان وحيثما وجُد، من الانتفاع بتجارب المجتمعات الأخرى، في عالم أصبح –في ظل ثورة الاتصالات- قرية صغيرة، يتأثر كل جزء فيها بما يصيب باقي الأجزاء، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.

      وفي هذا الإطار يأتي تنظيم الجمعية الأردنية للعلوم التربوية وبالتعاون مع جامعة الحسين بن طلال لمؤتمرها العلمي الدولي السنوي الثامن تحت شعار: (رؤى وأفكار لقضايا ساخنة في التعليم (العام والعالي) في الوطن العربي: تحديات الواقع وآفاق المستقبل)، بهدف شحذ هِمَمُ المفكرين والباحثين والأكاديميين والتربويين، لتقديم خلاصة أفكارهم ورؤاهم حيال هذه القضية التربوية والمجتمعية الهامة؛ بغية تقديم مجموعة من الرؤى والأفكار والمقترحات لتحسين أداءات هذا القطاع الهام، وتصحيح مساراته، وتوجيهه نحو الاتجاهات السليمة، والارتقاء به نحو مصاف الأنظمة التعليمية العالمية المتميزة.